تو ضيح: الخليل النحوي


Main navigation

تو ضيح: الخليل النحوي

Image removed.

توضيح

أطلعني عدد من الإخوة الأعزاء على بيان سياسي، لم يصرح ناشره باسمه فيه، لكنه ضمنه أسماء شخصيات وطنية معروفة، ووضع اسمي من ضمنها، وجاء في البيان ما معناه أن هذه الشخصيات كلفت بعرض مطالب سياسية ذات خلفية اجتماعية خاصةٍ على رئيس الجمهورية، وانتهى البيان بإعلان سياسي يتسم بالحدة تجاه رئيس الجمهورية. وبهذا الصدد، يتعين إبداء الملاحظات التالية: 
1. أعتز غاية الاعتزاز بالشخصيات الثلاثة التي ذكر اسمي معها في البيان، وأعتز بما يربطني بها من مشتركات اجتماعية خاصة، ومن مشتركات وطنية عامة، وأعتز بعطاء كل منهم في خدمة الوطن، لكن لا علم لي بأي تنسيق معهم أو مع غيرهم في الشأن المذكور، فلا أنا اتصلت بهم ولا هم اتصلوا بي لا جماعة ولا فرادى، ولا أحد أيضا من خارجهم عرض علي البيان مسبقا أو استأذنني في شكله أو في مضمونه أو في إدراج اسمي فيه، أو أخبرني بترشيحي للحديث باسم مجموعة أو بطلب موعد باسمها مع رئيس الجمهورية. وأعتقد أنه لو كان أحد المصرح بأسمائهم صاحب مبادرة في البيان المذكور لما وضع فيه اسم أي شخص دون استشارته مسبقا. ولو أن أحدا منهم أو من غيرهم عرض البيان علي شخصيا لكان لي فيه رأي آخر. 
2. بالرغم من إيماني بأن للقبيلة، أي قبيلة، وظائف اجتماعية عرفية مخصوصة تظل مشروعة ما لم تتصادم مع قيم المواطنة والمصالح الوطنية الجامعة، ومع اعتزازي بما كان للقبيلة موضوع البيان المذكور، - في تناغم مع جميع مكونات الشعب - من عطاء مميز في بناء الدولة  فإنني من أولئك الذين تربوا منذ الصغر على مفاهيم "الدولة"، و"الوطن" و"الأمة"، و"الملة"، تلك المفاهيم الجامعة التي تنمحي فيها الحدود بين القبائل والجهات والشرائح والفئات، وكنت وما زلت أحلم بوطن لا يقصى فيه أحد، وطن يعطى فيه كل ذي حق حقه، وتكون القوة (الكفاءة) والأمانة أهم معيار فيه للتولية والتعيين في المناصب والوظائف. ومن هذا المنطلق دعوت في بعض مداخلاتي العلنية في الغرفة التشريعية إلى تجريد الفعل السياسي الوطني من أي طابع قبلي أو جهوي أو فئوي، ولا يعني ذلك البتة تغييب أي مكون اجتماعي من المشهد السياسي، وإنما يعني ألا نجعل انتماءاتنا القبلية والجهوية والفئوية، مهما بلغ الاعتزاز بها، وقودا لتجاذباتنا في الشأن السياسي العام المشترك، فإننا إن فعلنا ذلك جعلنا تنوعنا البشري الطبيعي قنبلة انشطارية لا تبقي ولا تذر.
3. لا أعتقد البتة أن لفخامة الرئيس محمد بن الشيخ الغزواني أي نية لإقصاء أي مكون اجتماعي، وأعتقد أن من ضمن وزرائه ومن هم في مرتبة وزير ما لا يقل عن 4 شخصيات من الوسط الاجتماعي المذكور، يتسمون جميعا بالكفاءة وبالأهلية لتمثيل الوطن كله. وهناك، غيرهم، في القبيلة وفي كل مكونات المجتمع كفاءات جمة، يمكن أن يجد فيها رئيس الجمهورية المزيد من البطانة الصالحة لمؤازرته في مسار الإصلاح والبناء ولم الشمل. وبالرغم من أن لي إخوة أصدقاء في كل أو جل ألوان الطيف السياسي، أرى في بعضهم أهلية لتحمل مسؤوليات قيادية، فإنني كنت وما زلت أتمسك بالأمل الذي دفعني لدعم برنامج الرئيس محمد بن الشيخ الغزواني والتصويت له في العهدة الأولى والعهدة الثانية، ذلك أنني أراه - بما يتمتع به من وعي عميق بأوضاع البلد، ومن خبرة بدهاليز الدولة والمجتمع، ومن حكمة ورصانة وتجربة وقوة ناعمة - قائدا قادرا على إشاعة السكينة السياسية وحشد النفير العام للبناء، وربانا مؤهلا للعبور بسفينة البلاد إلى بر الأمان. ومن الطبيعي من هذا المنطلق أن ندعمه في كل إنجاز، وأن نطالبه بالمزيد، وأن نكون عونا له لا عليه. وأعتقد أن مسؤولية النخبة وسائر المواطنين هي أن يكونوا إيجابيين، فيوقدوا الشموع بدل الاكتفاء بلعن الظلام، وأن يشدوا من أزر فخامة الرئيس ويعينوه على الإصلاح والبناء، بدل الاقتصار على مهاجمته أو مداهنته، أو اختيار موقف المتفرج القائل بلسان الحال في أحسن الأحوال: {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}.
 

النائب الشيخ الخليل النحوي