بسبب امتداده الاستراتيجي.. تقرير جزائري يتهم موريتانيا بـ"اللعب على الحبلين" بعد إعلانها فتح معبر بري جديد مع المغرب عبر "أمغالة"

 

 

  1. الرئيسية
  2. المغرب الكب

Image removed.

الصحيفة - اسماعيل بويعقوبي الأربعاء 13 غشت 2025 - 12:00

 

في تقرير نشرته صحيفة La Patrie الجزائرية الناطقة بالفرنسية بتاريخ 10 غشت الجاري، أبدت الجزائر قلقا بالغا مما وصفته بالتقارب الكبير بين المغرب وموريتانيا، معتبرة أن هذا المسار يحمل مخاطر استراتيجية مباشرة على مصالحها، خصوصا في ملف الصحراء. 

التقرير ربط هذا القلق بما سماه تحالفًا سياسيا–استراتيجيا يتجاوز التعاون الاقتصادي، وقد يعيد تشكيل موازين القوى في منطقة الساحل والصحراء، حيث ذهبت الصحيفة الجزائرية أبعد من ذلك، متهمة نواكشوط باعتماد "سياسة اللعب على الحبلين"، من خلال الانفتاح على المغرب في مشاريع بنية تحتية وطرق ومعابر.

    

 

ومن أبرز ما أثار المخاوف الجزائرية، حسب التقرير، مشروع فتح معبر بري جديد يربط مدينة "بير أم اكرين" شمال موريتانيا بمدينة السمارة جنوب المغرب عبر منطقة أمغالة، في خطوة رأت فيها امتدادا لمعبر الكركرات، وما يمكن أن يتيحه من عمق لوجستي إضافي للمغرب داخل الأراضي الموريتانية، وهو المشروع الذي كان موضوع تقرير على جريدة الصحيفة قبل أيام.

ومما عزز مخاوف الجزائر - تضيف لاباتري الجزائرية- إعلان وزارة التجهيز والنقل الموريتانية يوم 6 غشت الجاري، إطلاق حزمة مشاريع بنية تحتية كبرى تشمل خطوط سكك حديدية وطرقا وجسورا، أبرزها خط سككي يربط شوم–أكجوجت–نواكشوط، بما يمهد لربط لوجستي فعّال بين العاصمة الموريتانية والمناطق الشمالية، ويعزز دور شوم كمحطة وسيطة نحو الحدود المغربية.

 

وتأتي هذه المشاريع بالتزامن مع قرب افتتاح المعبر الجديد بير أم اكرين–أمغالة، الذي يُرتقب أن يشكل رافعة للتبادل التجاري والبشري بين البلدين، ويخفف الضغط عن معبر الكركرات–نواذيبو، البوابة البرية الوحيدة الحالية للمغرب نحو إفريقيا الغربية.

هذا الربط الجديد لا يقتصر على كونه مسارا تجاريا، بل يحمل أبعادا سياسية وأمنية، إذ من المتوقع أن يعزز استقرار تجمعات سكانية جديدة على ضفتي الحدود، ويوفر فرص شغل في مجالات النقل والخدمات والتجارة العابرة، ويخلق بوابة تبادل في قلب الصحراء الكبرى بعيدًا عن بؤر التوتر التقليدية، كما أن رمزية موقعه الجغرافي المتاخم لمنطقة أمغالة، التي لطالما ارتبطت بمحطات توتر في ملف الصحراء، تمنحه دلالة سياسية خاصة بتحويل مسرح النزاع السابق إلى فضاء للتعاون والتنمية.

 

وشكلت زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى نواذيبو أواخر يوليوز الماضي، لتدشين مشاريع استراتيجية، مؤشر إضافي على إعادة صياغة موريتانيا لعلاقتها بالجغرافيا الحدودية، في إطار ما تسميه "الحياد الإيجابي" في قضية الصحراء، لكن بترجمة عملية نحو مكاسب تنموية، هذا المسار، وإن كان بالنسبة للرباط ونواكشوط خطوة نحو تكامل اقتصادي واستقرار إقليمي، إلا أنه بالنسبة للجزائر، وفق تقرير "لاباتري"، يختبر توازنات حساسة، ويستدعي تحركًا سريعًا لمواجهة ما تعتبره "مخططا مغربيًا" قد يغير معادلات النفوذ في الساحل والصحراء