الرجال، في علاقتهم بالدولة صنفان - والدولة تحتاجهما معا - صنف يسمون أهل المبادئ، وهؤلاء تلتقي مبادئهم أحيانا مع مصالح الدولة فيخدمونها وتخدمهم، وعندما تفترق المبادئ عن المصالح تذهب الدولة مع مصالحها ويبقى أهل المبادئ على مبادئهم.
وصنف يسمون "خدام" الدولة أو مجانين الدولة، فهم معها، ومنها، وإليها، وبها، ومن أجلها... لونهم لونها، وطعمهم طعمها، وريحهم ريحها، يؤمنون إذا آمنت، ويكفرون إذا كفرت، وينافقون ولو لم تنافق.. وحتى حين تطردهم فإن ولَعَهَمْ بها يشتد، وهيامهم يتضاعف، كالخنفساء التي مهما رميت بها بعيدا، فإن بوصلتها لا تخطئك أبدا، وتعود إليك بأسرع من المرة السابقة.
بقلم: احمد ولد بياه
