قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، إنه "ينبغي أن تعود السياسة الأمريكية تجاه الصحراء الغربية إلى جذورها التي انطلقت عام 1991، داعمةً إجراء استفتاء للشعب الصحراوي لتحديد مستقبله".
وقال جون بولتون – وهو مستشار سابق للرئيس الأمريكي الحالي ترامب في مأموريته الأولى – إن العديد من أعضاء الكونغرس زاروا مخيمات تندوف على مر السنين، والتقوا بقادة جبهة البوليساريو والأمريكيين العاملين فيها، مضيفا أنه "ينبغي على المزيد من الأعضاء القيام بذلك للاطلاع على الحقائق المتعلقة بالشعب الصحراوي".
وأشار في مقال نشرته صحيفة واشنطن تايمز إلى أن "تحديد سيادة الصحراء الغربية يُعد أحد أهم القضايا الدولية التي لم تُنجز بعد، فهذه المنطقة الشاسعة الواقعة على الساحل الغربي لشمال إفريقيا، جنوب المغرب، ظلت في حالة من عدم الاستقرار منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، مما أضرّ بسكانها واستقرار وأمن منطقة الساحل. مع تنامي النفوذ الصيني والروسي في جميع أنحاء إفريقيا، وليس هذا هو الوقت المناسب لإتاحة فرصة أخرى لزيادة نفوذهما" وفق تعبيره.
واستعرض المسؤول الأمريكي السابق الحروب التي مرت بها الصحراء، مشيرا إلى أن إسبانيا تخلت "فعليًا عن الصحراء الغربية، المعروفة منذ ذلك الحين بآخر مستعمرة في أفريقيا، ثم غزت دولتان مجاورتان، هما المغرب وموريتانيا، الصحراء الغربية أملًا في الاستيلاء على هذه المنطقة العازلة، لكن الصحراويين الأصليين قاوموا من خلال ما أصبح يُعرف بجبهة البوليساريو".
ولفت إلى موريتانيا "تخلت لاحقًا عن أي مطالب إقليمية، لكن الجيش المغربي سيطر إلى حد كبير، ويسيطر الآن على حوالي 80% من البلاد. أما الباقي فتسيطر عليه جبهة البوليساريو، المتمركزة بالقرب من تندوف جنوب غرب الجزائر، والتي تدعم الصحراويين".
وتابع: "هناك لا يزال النزاع قائمًا حتى اليوم. الحل الواضح لقضية السيادة هو سؤال سكان الصحراء الغربية الأصليين عما يفضلونه: الاستقلال أم "الحكم الذاتي" الموعود تحت حكم المغرب".
وذكر أنه "في عام 1991، بعد أن قادت الولايات المتحدة نقض غزو صدام حسين للكويت، دفعت واشنطن بقرار مجلس الأمن رقم 690، الذي أنشأ عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة للإشراف على استفتاء حول مستقبل الصحراء الغربية. تَبَع القرارُ اتفاقيةً عام 1988 بين جبهة البوليساريو والمغرب، وكلاهما أيَّد نهج مجلس الأمن".
وأضاف: "لكن المغرب بدأ يُعيق جهود الأمم المتحدة لتنفيذ القرار منذ لحظة صدوره تقريبًا، خوفًا من أن يختار الصحراويون الاستقلال في استفتاءٍ حرٍّ ونزيهٍ حقًا".
وقال إن وزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر نجح في إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات للموافقة على إجراء استفتاءٍ في اتفاقيات هيوستن عام 1997 لكن المغرب تراجع مجددًا، رافضًا حتى النظر في الاستفتاء الذي قبله مرارًا، واستمرَّت عرقلة المغرب منذ ذلك الحين، حيث لا يزال مئات الآلاف من الصحراويين يعيشون في مخيماتٍ للاجئين تديرها الأمم المتحدة بالقرب من تندوف".